الكواكب الشمسية ثمانية بدلا من تسعة

قرر علماء الفلك المجتمعون في مؤتمر الاتحاد الفلكي الدولي في براغ العاصمة التشيكية ، سحب «بلوتو» من قائمة الكواكب الشمسية. وظل «بلوتو» منذ اكتشافه عام 1930 تاسع الكواكب في المجموعة الشمسية وأبعدها عن الشمس، وبهذا القرار اصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية رسميا ثمانية وهي «عطارد» و«الزهرة» و«الارض» و«المريخ» و«المشتري» و«زحل» و«أورانوس» و«نبتون».

وجاء القرار بعد ان اتفق 2500 عالم حضروا المؤتمر على تحديد المفهوم العلمي للكوكب. وتعالت التهليلات بعد اعلان نتائج التصويت، الا ان جوسلين بيل برونيل الباحثة الايرلندية في النجوم النيوترونية التي اشرفت على عملية التصويت حثت «العلماء الذين خابت آمالهم» بالنتيجة، على التفاؤل بالمستقبل. وذكرت وكالة «اسيوشييتد بريس» ان المؤتمر وضع اسسا قوية لاختبار وضعية أي جرم سماوي كي تتطابق مواصفاته مع تعريف مفهوم الكوكب، وهو ان يكون جرما سماويا يدور حول الشمس وله كتلة كافية كي تكون له جاذبية تستطيع تحويله الى جسم كروي الشكل. من جهتها ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان عملية التصويت تمت برفع الايدي، وان العلماء رفضوا تعديلا اقترحته الهيئة التنفيذية للاتحاد، يقضي بتصنيف الكواكب الى نوعين: «الكواكب الكلاسيكية والكواكب الاقزام».

وظل «بلوتو» موضع جدال بين العلماء لفترة طويلة منذ ان اكتشفه كلايد تامباو الباحث الاميركي في مرصد ليويل في أريزونا، وقد صنفه العلماء مع الكواكب ابتداء، ظنا منهم ان حجمه يقارب حجم الارض. وكان «بلوتو» اول جرم سماوي يكتشف في حزام كويبر الذي يقع في الفضاء الواقع بعد كوكب «نبتون» ويضم كويكبات ومذنبات تدور حول الشمس. وارتفعت أسهم «بلوتو» عام 1978 عندما اكتشف العلماء قمرا يدور حوله سمي «كارون» Charon، ثم اكتشف تلسكوب هابل الفضائي الاميركي قمرين اثنين آخرين اطلق عليهما في يونيو من هذا العام اسما «نيكس» «نسبة الى جنية صغيرة نصف بشرية ونصف سمكة في الاساطير الألمانية القديمة» و«هايدرا» «نسبة الى الوحش متعدد الرؤوس الذي قتله هرقل في الاسطورة الاغريقية».

الا ان وضعه أخذ بالتخلخل منذ ان رصدت تلسكوبات قوية عام 1990 أجراما عديدة شبيهة بـ«بلوتو» تقع في محيطه، كما ظهر ان مدار «بلوتو» يختلف عن المدارات التي ترسمها الكواكب في مسارها حول الشمس، مما ادى الى ازدياد الحملات العلمية المضادة للكوكب التاسع. ووصلت الحملة في اقصاها عام 1999 عندما راجت شائعات قوية بأن العلماء على وشك طرده من المجموعة الشمسية، الأمر الذي حدا بالاتحاد الفلكي الدولي الى تفنيدها. وفي العام الذي تبعه وجهت الاتهامات الى المشرفين على القبة الفلكية في متحف التاريخ الطبيعي الاميركي في نيويورك لعدم عرضهم «بلوتو» ضمن الكواكب الشمسية. وفي عام 2003 تعرض «بلوتو» لأشد ضربة في تاريخه عندما اكتشف مايكل براون الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الجرم السماوي المسمى «2003 يو بي 313» في حزام كويبر، الذي كان يكبر «بلوتو» في قطره، ولذا بدأ العلماء يتساءلون حول جدوى ابقاء «بلوتو» ككوكب، وانتهت مسيرته بفقدانه لقب الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية.