ظهر في الآونة الاخيرة بالاسواق والمكتبات عدد من الكتب غير العلمية او الصحية ومن أناس غير متخصصين في المجالين الطبي او الصحي، يروجون لموضوع الحجامة وفوائدها للانسان وخاصة في مجال الصحة. ويبدو أن ليس لهم قصد من وراء ذلك إلا الربح المادي ومسايرة الضجة الاعلامية لموضوع الحجامة والتي بدأت في التزايد، فكان لا بد لهم من مواكبة هذه الضجة واستغلالها بما يعود عليهم بالنفع.
ومن بعض مزاعمهم أن للحجامة انواعا كثيرة، وقد تتعارض آلية علاج الامراض مع بعضها البعض؛ فهذه حجامة لعلاج الامساك، وتلك لعلاج الاسهال، وثالثة لعلاج السمنة أو النحافة، ورابعة لعلاج زيادة سيولة الدم أو لمنع النزيف. وهناك حجامة لزيادة فاعلية النخاع العظمي، وأخرى لعلاج سرطان الدم، وعلاج ارتفاع سكر الدم وغيرها وغيرها من الامراض. تفنيد الادعاءات
* يوضح الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية وجهة النظر العلمية من الناحية الصحية، بأن القواعد العلمية تفيد أن اية ادعاءات صحية لا بد من تأكيدها علمياً وذلك من خلال اجراء الدراسات المناسبة واعلانها بالتفصيل حتى يمكن تقييمها والتأكد منها بواسطة الباحثين.
ويمكن دراسة ومناقشة الادعاءات المذكورة سابقا بعدة أسئلة منها:ـ هل تظهر طريقة العلاج بالحجامة فائدة تفوق مخاطرها؟
ـ هل اجريت تجارب أمان وفاعلية للحجامة على مجموعة كافية من المرضى والمجموعات الضابطة.
ـ هل نشرت طريقة البحث والنتائج في مجلات علمية محكمة؟
ـ هل يمكن اعادة نفس النتائج على مجموعات أخرى ومن باحثين آخرين؟
وللأسف ما حدث بالنسبة للحجامة هو:ـ أن الأساس المنطقي أو النظري غير مبني على أي اساس علمي أو طبي.
ـ لا توجد اية دراسات أمان وفاعلية منشورة في مجلات علمية محكمة.
ـ روج لها بطريقة مضللة.
ـ القائمون بالترويج لها غير مؤهلين أو متخصصين في الطب أو الصحة العامة.
ـ لم يتم اعتمادها من أية جهة أو مؤسسة صحية أو علمية معتمدة.
وبناء على ما تقدم ونظراً لأن وزارة الصحة هي المسؤول الأول عن صحة المواطن والمقيم وهي التي تجيز أية وسيلة أو طريقة علاجية فإننا نهنئ وزارة الصحة على الخطوة الجريئة والتي سبقتها فيها وزارة الصحة في جمهورية مصر العربية، حين منعت ممارسة أو مزاولة الحجامة حفاظاً على صحة وسلامة الإنسان.
ويؤكد أن هناك تلاعبا واضحا بمشاعر الاناس البسطاء الذين يرجون التخلص من آلامهم ولا يدركون انه خداع لهم، خاصة عند استخدام بعض المصطلحات الخاطئة مثل «الدم الفاسد» وهو ادعاء خطير فلا يوجد في جسم الانسان ما يسمى بالدم الفاسد وغير الفاسد.
خطر الحجامة * ويحذر د. المدني من أن هؤلاء الادعياء يمارسون الحجامة في بيئة غير نظيفة وغير معقمة ويفتقرون الى ابسط مبادئ علوم الصحة العامة، مما يجعل ممارسة الحجامة خطرا على صحة وحياة الانسان فقد تنتقل إليه امراض خطيرة معدية ومهلكة مثل مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، والتهاب الكبد الوبائي من النوع (B.C).
ويوضح ان موضوع الحجامة فيه اختلاف كبير، ويجب أن يرد الى أهل الاختصاص والعلم وهم الأطباء الذين اكدوا عدم جدوى الحجامة بل أنها تنقل الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة كما ذكرنا.
وقد اثبتت الدراسات الحديثة عدم جدوى ممارسة الحجامة وهذه الدراسات قائمة على الأدلة والبراهين العلمية والبعيدة عن الادعاءات التي يروجها البعض والهدف منها العمل على إلهاء العقل المسلم والظهور أمام العالم بالمظهر الرجعي المتخلف الذي لا يأخذ بالعلم الحديث.