رضا البطاوى عضو ماسي
عدد الرسائل : 1845 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 11/08/2011
| موضوع: قراءة فى كتاب آية التطهير الأحد أبريل 30, 2023 11:59 am | |
| قراءة فى كتاب آية التطهير الكتاب يدور حول منهم المقصودون بأهل البيت المطهرين وقد استهل الرجل الكتاب بأن التطهر لا يعنى العصمة من الذنوب ,ان كل المسلمون مطهرون فقال : "(التطهير)) و((إذهاب الرجس)) لا يعني العصمة من الذنب والدليل الواضح على هذا وروده في غير ((أهل البيت)) كما في قوله تعالى:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.102. خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}التوبة:102-103." وكرر نفس اللاستشهاد مفرقا بين التطهير والتزكية فقال : "وهؤلاء قوم ارتكبوا المعاصي , فلو كان ((التطهير)) يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين ((اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً)) وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير ((تطهرهم وتزكيهم)) والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ومع ذلك لم يكونوا معصومين ولم يوصف بها أولئك الذين يُقال عنهم ((أئمة معصومون)) ,وإنما اكتفى بلفظ ((التطهير )) فقط ,وهو أقل منزلة من حيث المعنى فكيف صاروا قال تعالى {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل:56.,ولم تكون ابنتا لوط معصومتين مع أنهما من الآل الذين وصفوا ((بالتطهير)) وأرادوا إخراجهم , فتطهير آل النبي محمد (ص)أو أهله هو كتطهير آل لوط (ص)" والحقيقة أن اللفظين ورد خلف بعضهما فى عدة آيات وهو ما يدل على أن إحداهما تفسير للأخرى وليس أعلى أو أوطى منزلة وتحدث عن عمومية التطهير وأنه ليس خاص بأهل البيت فقالفى المصلين فى المسجد: "وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} التوبة:.108.ولم يكن هؤلأء معصومين من الذنوب بالاتفاق." وقال فى النساء المتطهرات من الحيض :" وقال بعد أن نهى عن إتيان النساء في المحيض:{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة:222." وقال عن تطهير أهل بدر: "وقال عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}الأنفال:11. والرجز والرجس متقاربان و((يطهركم))في الآيتين واحد ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب." وقال مطهرا كل المسلمين دون تفرقة : "وقال مخاطباً المسلمين جميعاً:{مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة:6." وقال أن المقابل هو عدم تطهير الكفار ووصفهم بالنجاسة فقال : "وقال عن المنافقين واليهود: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}المائدة:41." وكرر المعنى فى أول الكتاب وهو أن التطهير لا يعنى العصمة من الذنوب فقال : وليس معنى اللفظ((أولئك الذين لم يرد الله أن يعصمهم من الذنوب ))ولا يستقيم تفسير اللفظ ((بالعصمة))إلا إذا كان المعنى كذلك,وأيضاً فإن مفهوم لفظ الآية يستلزم أن يكون غيرهم من المؤمنين معصومين من الذنوب ولم يقل أحد بذلك." والحقيقة أن المؤلف أفلح فيما سبق فلاحا عظيما فى نفى المعنى الذى يعنيه فريق أخر تماما بشكل لا يمكن لهم أن يجادلوا فيه إلا من عمى قلبه وتحدث عن معنى لفظ الأهل فى الآية فقال : "لفظ ((الأهل)) في أصل الوضع اللغوي يعني زوجة الرجل , ومن يجمعه وإياهم مسكن واحد وليس الأقارب بالنسب إلاعلى سبيل المجاز واليك الدليل: ((فأهل)) الشئ عموماً: أصحابه الملازمون له كما قال تعالى:{إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ} ص:64. فأهل النار أصحابها وسكانها الملازموم لها كما قال تعالى:{لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ}الحشر:20. و((أهل الكتاب )) و((أهل الذكر )) أصحابه وحملته ((وأهل المدينة)) و((أهل القرى)) أصحابها وساكنوها المقيمون فيها الملازمون لها كما قال تعالى {وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} الحجر:67. , {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ} الأعراف:96. , وكذلك((أهل البلد)) كما قال تعالى:{رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}(3)البقرة:126. وكذلك كل لفظ أضيف إلى كلمة ((أهل )) كما في قوله تعالى:{فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} طه:40. {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}الأحزاب:13 ,{وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ}البقرة:217. {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} الكهف: 71. فأهل السفينة ركابها الذين تجمعهم." وقد نجح الرجل أيما نجاح فى بيان معنى الأهل هنا وركز على معنى أهل البيت فقال : "أهل البيت: وأهل أى بيت سكانه الذين يجمعهم ذلك البيت كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}النور:27 وقالت أخت موسى - (ص)- لفرعون:{أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ) أهل الرجل: يقول الراغب الأصفهاني:أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ,ثم تُجُوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب.أ.هـ. فأهل الرجل أو أهل بيته في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد وبهذا جاءت النصوص القرآنية كما في قوله تعالى:{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}هود: 40. ,وقال إخوة يوسف- (ص){وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} يوسف:65 {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}يوسف:88. وقال يوسف (ص){وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} يوسف:93 وكانوا أباه وزوجة أبيه وإخوته كما أخبر عنهم الرب جل وعلا بقوله: {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ 99 وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}يوسف 99- 100. فأنت ترى كل هذه الشواهد القرآنية لم يدخل في لفظ ((الأهل )) فيها غير سكان بيت الرجل الذي يجمعهم وإياه ذلك البيت , ولم يدخل الأقارب فيه قط الزوجة من (أهل بيت) الرجل بل هي أول عضو فيه:" وما قاله الرجل كلام صحيح تماما لا يمكن أن يكذبه إلا من فقد عقله واتبع هواه واستشهد الرجل على المعنى بأربعة أدلة فقال : "فأهل الرجل زوجته بدليل اللغة والشرع والعرف والعقل ولا دليل آخر مع هذه الأربعة: 1- دليل اللغة: يقول الراغب الاصفهاني: وعبر (بأهل الرجل ) عن امرأته... و(تأهل) إذا تزوج ومنه قيل: أهلك الله في الجنة: أي زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم.أ. هـ. وفي (مختار الصحاح) يقول الرازي: (أهل ) الرجل تزوج وبابه دخل وجلس و(تأهل) مثله فهذا دليل اللغة." واللغة ليست بدليل فى الشرع على معنى لأن معانى اللغة وضعت فى المعاجم بعد نزول الوحى بقرون أو عقود طويلة حسب التاريخ المعروف وأما الدليل الثانى فهو الدليل ولا دليل غيره وفيه قال : "2- دليل الشرع: تأمل هذه الآيات: -{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ}القصص: 29 ولم يكن معه ساعتها غير زوجه -{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} وهذا قول سارة زوجة إبراهيم (ص)فبما ذا أجابتها الملائكة ؟ وتحت أى وصف أدخلتها ؟ {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} هود:72-73 فلولا كونها من أهل بيت إبراهيم (ص)لما رحمها الله بهذه المعجزة ولا بارك عليها فحملت بإسحق (ص), وإذن فلا عجب. - وقالت أخت موسى (ص)لفرعون: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} القصص: 12. فمن قصدت أولاً بأهل البيت ؟ أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ لأن كفالة الرضيع تتوجه أول ما تتوجه إلى المرضع وهي هنا أم موسى لذلك قال تعالى:{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ} القصص:13 - حتى امرأة العزيز خطبت زوجها فقالت:{مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا}يوسف:25 أي بزوجتك. -وهذه عدة آيات عن لوط (ص) وامرأته يدخلها الله تحت مسمى (الاهل) في كل المواضيع التي ورد فيها- {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ 170 إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} الشعراء: 170 - 171. - {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} العنكبوت:32. - {لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} العنكبوت:33 فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان لا تنفصل بينهما إلا آية واحدة وفي سياق واحد. -{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} الصافات: 133 -135. ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط في كل مرة يذكر فيها (أهله) لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن يستطيعون فيهم لفظ (الأهل) مجرداُ من الزوجة يقول الله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَال} آل عمران:121. فمن هؤلاء (الأهل) الذين غدا منهم رسول الله (ص) متوجهاً للقتال. أليسوا هم الذين كان يجمعهم وإياه مسكن واحد؟ وهم أزواجه لا غير أهل ذلك البيت الذي قال الله عنه:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} الأنفال: 5. وبيت رسول الله له وجود مستقل كان يأوي إليه وينام فيه كذلك يأكل ويشرب ويفعل كل ما يفعله رجل في بيته وفي هذا البيت أزواجه وهن أهله لا غيرهن فأولاده الذكور قد ماتوا جميعاً والبنات بعضهن مات وبعضهن تزوج وخرج من بيته. ولقد كان لرسول الله (ص)عدة بيوت على عدد أزواجه فلكل زوجة بيت فهي بيوت كما يعبر الله عنها بصيغة الجمع ويضيف هذه البيوت التي تعددت لتعدد أزواجه مرة إليه ومرة إليهن فبيوته بيوتهن وبيوتهن بيوته على حد سواء فكيف يكون بيت لشخص ومع ذلك فهذا الشخص ليس من أهل ذلك البيت ؟ ! فبيوت أزواج النبي (ص)أهلها هذه الأزواج وبيوت النبي (ص)لم تكن غير بيوت أزواجه فهن أهل بيته بلا شك كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}الأحزاب:53. ثم يذكر الله في الآية نفسها الأدب الواجب على المؤمنين في التعامل مع أهل هذه البيوت (أزواجه) قائلاً: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} الأحزاب:53. ويقول مخاطباً أزواج النبي (ص)مضيفاً البيوت إليهن { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } الأحزاب:33-34. فتأمل كيف قال الرب جل وعلا:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ثم قال: {أَهْلَ الْبَيْتِ} ثم قال: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} وهذا يعني أن المقصود (بأهل البيت ) في الآية نفس المخاطبات في الآية نفسها والآية التي بعدها فبيت النبي (ص)هو نفسه بيت زوجته ولتعدد هذه البيوت أضيفت إليه (ص)بصيغة الجمع فقيل (بيوت النبي ) وهي نفسها (بيوت أزواجه) بلا فرق. وأهل هذا البيت هم النبي (ص)وأزواجه." وتحدث عن أن إخراج الزوجات من ألأهل وهن الأهل أولا بناء على رواية أو غيرها معارض لكتاب الله فقال : " فبأي حق نخرج هذه الأزواج الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين من (أهل بيت) رسول الله (ص)؟ ! روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: خرج النبي (ص)ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله معه في المرط ثم جاء الحسن فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمة معهم بل قال لها: أنت من أهل بيتي أنت على خير." وما بم يقل المؤلف هو أن العائلة المذكورة فى الحديث هى عائلة على وليست عائلة محمد(ص) طبقا لقوله تعالى: " ادعوهم لآباءهم" مع أن تلك العائلة طبقا للقرآن لا يمكن أن تتكون من العم على وابن أخيه فاطمة فلا يجوز زواج بنت الأخ من عمها كما قال تعالى " وبنات اخوانكم" وطالب المؤلف القراءة بتحكيم عقولهم فى قراءة الآيات ليعرفوا من المقصود بأهل البيت فقال : "فالآية تشمل أزواج النبي (ص)بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل وسبب النزول والسياق وغيرها من الأدلة التي قدمناها آنفاً ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة الآيات في المصحف الشريف في سورة الأحزاب من الآيات (28- 34): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 28 وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا 29 يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30 وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا 31 يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا 32 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} الأحزاب: 28 " وما أخطأ فيه المؤلف هو القول أن أهل البيت يشمل الأعمام وأولادهم فى قوله: "لفظ ((أهل البيت)) عام يشمل أهل بيت النبي (ص)جميعهم ومنهم آل جعفر وآل العباس وآل عقيل ومنهم بناته الأربع , أليس بناته من أهل بيته ؟ ! ومنهم أبناؤه أليس أبناؤه من أهل بيته ؟ ! إن هؤلاء جميعاً من ((أهل البيت )) فكيف يخصص النص بأهل بيت علي وحده والآية نص في أهل بيت النبي ؟" وبالقطع هذا تخريف فكلمة ألأهل كما قال المؤلف فى معظم الكتاب تطلق على الزوجات والأولاد بنين وبنات فقط ولا يدخل فيها أعمام ولا أولادهم وإلا وجب دخول العمات وأولادهم والخالات والأخوال وأولادهم وهو منطق غريب من المؤلف الذى يعترض فى الفقرة التالية على تخصيص واحد من أولاد على أو واحد من أولاد الحسين بالعصمة وهو : "وقد مر بنا تهافت القول بدلالة حديث الكساء على التخصيص , ثم إن أولاد علي كثيرون وقد أعقبوا ومنهم محمد وعمر فلم اقتصرت العصمة على اثنين منهم فقط ؟! ثم إن الحسن عنده ذرية فلم يكن أحد منهم معصوماً مع أنهم من أهل البيت , وأبوهم الحسن أفضل من الحسين وأكبر ؟! ثم لماذا اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين , ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته مع أن الكل ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت الآية فيهم - كما يقولون. إن هذه الآية إما نص في العصمة ((فأهل البيت)) جميعاً معصومون وإلا فلا دلالة فيها على العصمة لا سيما وحديث الكساء فيه الدعاء لعدد مخصوص هم علي وفاطمة والحسن والحسين وليس فيه الدعاء لغيرهم من ذريتهم ممن لم يأتوا بعد فكذلك قوله لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} ,فلم تأت واحدة منهن بفاحشة ولم يضاعف لها العذاب , بل العكس حصل - كما سأوضحه - والنهي لا يستلزم وقوع المنهي عنه كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} الأحزاب: 1 وذلك في مطلع السورة التي خاطب الله بها أزواج نبيه بقوله:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} - وقوله - {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ورسول الله (ص)لم يطع الكافرين والمنافقين وأزواجه لم يخضعن بالقول ولم يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى , بل أقمن الصلاة وآتين الزكاة واتقين الله وأطعنه ورسوله وقمن بتنفيذ هذه الموعظة خير قيام واخترن الله ورسوله والدار الآخرة والعيش مع رسول الله على خشونته وخلو بيته من كل ما يمكن أن يجذب امرأة ويغريها بالبقاء فيه ,ولقد كان اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها صادقاً حقيقياً مقبولاً عند الله الذي لا تخفى عليه خافيه والدليل على ذلك أن الله قبل هذا الاختيار بأن كافأهن بجملة أمور منها: -حرمة الزواج عليهن. -حرمة تطليق واحدة منهن ليتزوج غيرها. -وذلك بقوله في الأية(52) من السورة نفسها:{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ} , وهذا تحريم للزواج عليهن - {وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} وهذا تحريم لتطليق أي واحدة منهن" وهذا الكلام هو أفضل ما قيل فى آية التطهير | |
|