Daisy مشرف
عدد الرسائل : 1398 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: «القشلة» البغدادية.. ثكنة الجنود ودار الولاة العثمانيين التي تحولت إلى مقر لأول حكومة عراقية حديثة الأربعاء نوفمبر 26, 2008 5:27 am | |
| بناها نامق باشا ومدحت باشا وتوج فيها الملك فيصل الأول
استيقظ الجند ذات يوم في بغداد على صوت دقات ساعة بدت لهم شيئا جديدا. ومع الوقت صار جنود الوالي العثماني مدحت باشا يعرفون تلك الدقات فيستيقظون بناء على أوامرها استعدادا ليوم جديد في ثكنة الجنود المشاة التي عرفت بـ«القشلة». يعود بدء بناء القشلة، كما حدثنا احد أساتذة التاريخ في جامعة بغداد، الى زمن الوالي نامق باشا العام 1851 ـ 1552. ومن المرجح أن بناءها قد تم في الفترة الأولى لتوليه بغداد فجعلها بطابق واحد فقط، وعرفت باسم قشلة البيادر (ثكنة الجنود المشاة). وبعد أن جاء الوالي مدحت باشا، كما يقول أستاذ التاريخ، أكمل بناءها وجعل لها طابقا ثانيا وشيد برجا عاليا في وسط ساحتها ليضع عليها ساعة من اجل إيقاظ الجند. توقفت عند قشلة الجند التي يقول عنها الباحث زين احمد النقشبندي أن برجها لم يتضرر، فقد تم ترميمه في الثلاثينيات من القرن العشرين وبقي المبنى مشغولا ومستعملا وضيقا منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر. غير أن وظائفه تغيرت بتوالي الأحداث، فقد رفع العلم البريطاني فوق برج الساعة عام 1916 مثلا ثم استعمل المبنى عام 1917 مسكنا للضباط الإنكليز وعوائلهم.. وتوج الملك فيصل الاول في ساحة المبنى عام1921. ومع تشكيل الدوائر والوزارات في الدولة العراقية اتخذت من مبنى القشلة مقرا لبعضها. ويقول الباحث، إن هناك إشارة حول ميلاد المتحف العراقي في إحدى غرف الطابق الأول من المبنى عام 1923. واستمر استثمار المبنى في اغراض رسمية، حتى اتخاذ قرار باعتباره مبنى تاريخيا وتراثيا عام 1989. وتعتبر القشلة واحدة من أهم البنايات التاريخية على ضفاف نهر دجلة. ومن هذه الأبنية، وزارة الدفاع والقصر العباسي وقصر الثقافة والفنون ودار الوالي وقبة السراي والمحاكم القديمة وجامع الوزير وانتهاء بالمدرسة المستنصرية. ويقول الحاج محمد الخشالي، صاحب مقهى الشابندر وأقدم سكان المنطقة المحيطة بالقشلة، إضافة إلى كونه موسوعة تراثية، إن أقدم الدوائر العراقية التابعة للحكومة منذ نشأتها قد شغلت بناية القشلة، وقد كانت فيما مضى الثكنة الشتائية للجيش العثماني، وهي مركز القيادة للدولة في بغداد، وقد شغلتها فيما بعد وزارة العدل والمحاكم والاستئناف وجميع المحاكم الجزائية والبدائية والدوائر التابعة لها ومديرية المعارف، التي تحولت الى وزارة المعارف ثم التربية. وفي القشلة كانت وزارة الداخلية ومديرية الشرطة العامة. ويؤكد الخشالي أن القشلة شهدت أحداثا اجتماعية وسياسية كثيرة، ففي المناسبات الدينية كانت تقام فيها احتفالات كبيرة ويخرج الجوق الموسيقي من باب المعظم في مواكب إلى القشلة ويوزعون الحلوى ويقدمون الخدمات للمواطنين. وكانت الحلاوة المقدمة هي (المستكية). وعند تشكيل أي وزارة جديدة كان يقام احتفال كبير وتلقى الخطب. كما كانت تخرج التظاهرات في المناسبات السياسية ويتجمع المتظاهرون أمام مجلس الوزراء في القشلة. وعندما حولت الدوائر الحكومية من القشلة إلى مكان آخر أصبحت في القشلة حدائق، يقوم على العناية بها مجموعة من الفلاحين.. وفي أيام الفيضان كان أهالي بغداد كلهم يأتون إلى القشلة يسألون عن منسوب المياه إن كان صاعدا أم في نزول.. ويقول أهالي بغداد الأصليون إن ساعة القشلة كان يشرف عليها شخص يسمى لطيف الشايب، وهذا الرجل كان يقوم بالعناية بها وتوقيتها كل يوم. ويقول البعض منهم انه كان يفعل ذلك كهواية من دون مقابل. وتعد ساعة القشلة الأكثر دقة في بغداد. المهندس المعماري هيثم خورشيد الأستاذ في قسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد قدم بحوثا حول الأبنية التاريخية في بغداد، ومنها بناية القشلة، قال لنا: انه وبمرور الزمن وتغير الأوضاع في البلاد انتفت الحاجة التي كان يلبيها مبنى القشلة وظهرت احتياجات جديدة، وهكذا تغيرت الوظائف للمبنى. والمراد هنا توضيح نقطة معينة هي أن التعامل مع مبنى بعد انتهاء وظيفته الأصلية خلال حقبة الزمن الماضية كان لا بد أن يكون بصيغة تلائم الهدف في عملية صيانة وظيفته الجديدة والتي تختلف عن الوظيفة الأصلية تماما. واشار إلى أنه يجب أن تراعى عدة نقاط من اجل الحفاظ على المبنى والإبقاء على معالمه أو تنوع تضاداته، التي تعبر عن اختلاف الزمن عليه، كاد خال نوع من التعبيرية الهادئة في التعامل من خلال المنهاج التصميمي وإحياء الفن المعماري من خلال إعطاء روح وحياة جديدة بالمحافظة على القديم. وقال خورشيد إن الواقع الحالي يشير إلى تدهور أهم منطقة تراثية في جانب الرصافة في بغداد، ومرد ذلك إلى انعدام الوعي الثقافي بأهمية التراث، وكذلك الارتجال والتسرع، وهناك عدة تأثيرات معمارية طرأت على هذا المبنى، ففي فترة الحكم العثماني بني الطابق الأول، وفي فترة الاحتلال البريطاني استعملوا في العادة الطابوق والشيلمان للطابق الأول مع ترميم الجزء العلوي برج الساعة وأضيف جناح آخر للأشغال العامة. وفي فترة الحكم الوطني ادخلت على المبنى قواطع وسقوف ثانوية بأسلوب توزيع الكتل وتأطير مشهد الساعة. كل ذلك أدى إلى تغير في البنى المعمارية التي تؤثر على تراثية هذا المبنى. أما العلاج لكل ذلك فهي دراسة منهاج تصميمي لمركز ثقافي أو مدرسة للفنون الجميلة أو متحف متخصص كأن يكون للعملات، إذ ينبغي ان يتم التعامل مع هذا المبنى بمنتهى الرقة. وعلمنا أن وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو تقوم حاليا بدراسة صيانة مبنى القشلة والسراي القديم الذي طاله التخريب وخصوصا بعد انتزاع الباب الرئيسي للقشلة وسرقته والذي يصل ارتفاعه إلى 16 مترا.
_________________ | |
|
dr.aljuraisy Admin
عدد الرسائل : 4046 العمل/الترفيه : طبيب أختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة المزاج : الحمد لله جيد تاريخ التسجيل : 15/09/2008
| موضوع: رد: «القشلة» البغدادية.. ثكنة الجنود ودار الولاة العثمانيين التي تحولت إلى مقر لأول حكومة عراقية حديثة الأربعاء نوفمبر 26, 2008 5:34 pm | |
| شكرا لك لهذا الموضوع التأريخي الرائع والذي يعكس حضارة بغداد لنا وللعالم أجمع
_________________ <p> خالص شكري وتقديري د-عبد الهادي الجريصي </p> <p> </p> | |
|
زهرة النرجس عضو ماسي
عدد الرسائل : 559 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 08/03/2009
| |