علي عطيه عضو مبتدا
عدد الرسائل : 30 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: نظرة في الواقع الصحي الإثنين مايو 28, 2012 4:46 am | |
|
نظرة في الواقع الصحي
لا يختلف اثنان بان الواقع الصحي في العراق.....قد تراجع تراجعا حقيقيا وملحوظا على الرغم من تلك المبالغ الهائلة التي رصدت لميزانية وزارة الصحة على مدى السنوات الماضية والتي لو أستثمرت بشكل صحيح ووفق تخطيط منهجي ومدروس و بايد مؤتمنة نظيفة وحريصة لكانت بلا أدنى شك قد أحدثت نقلة نوعية وكمية ،هائلة لهذا القطاع ولأنعكس أيجابا على حياة المواطن مما يقلل من الهوة بين بلدنا وباقي بلدان العالم الأخرى .
أن الجهود التي تبذل حاليا في هذا القطاع وبكل أشكالها لا ترقى الى أحداث نقلة أو خطوة الى أمام لكنها كما يبدو جهود مضنية للبقاء ساكنا أو للوقوف على القدمين وهي في حقيقة الأمر وفي عداد الزمن تكون عودة للوراء دون أدنى شك .
في الوقت الذي كان فيه العراق سابقا محط أنظار المرضى في دول الجوار والخليج لما كان يتمتع به من مستوى طبي متميز وأطباء يشار لهم بالبنان وكفاءات علمية رصينة جعلت من مواطني هذه الدول تبحث عن المعالجة فيه أضحى الآن المواطن العراقي يبيع مدخراته وما يملكه كي يبحث عن المعالجة في بلدان العالم الأخرى.
لم نلحظ وخلال عقد كامل بناء مستشفيات متكاملة تغطي الحاجة الفعلية للسكان فظلت مستشفياتنا تتهالك فلا تجدي معها كل عمليات الترميم والتأهيل والترقيع المستمرة
كما أن الوزارة أصبحت عاجزة عن تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية بصورة متكاملة وقد تصل نسبة العجز فيها لأكثر من 40% رغم وجود شركة عملاقة متخصصة باستيراد الأدوية والمستلزمات تملك الأموال اللازمة وكوادرها ولجانها تجوب بلدان العالم بحرية ليل ونهار!! مما دعاها ألى أن توكل مهامها بتوفير الأدوية إلى المؤسسات الصحية من مراكز الرعاية والمستشفيات والتي تقوم بدورها بتأمين نقص الأدوية من خلال الشراء من المذاخر الأهلية لمعالجة العجز الناجم عن تقصير الشركة والتي تضيف عبئا ماليا أضافي على كاهل الميزانية ولعل المفارقة هنا هو كيف يمكن لقطاع خاص ناشئ أن يوفر ما عجزت عنه شركة حكومية قديمة بإمكانات ضخمة وهائلة مادية وبشرية أن الأمر ليس بعيدا عن وجود فسادا و خللا أداريا لم يعالج لحد الآن ؟!
أن الوزارة وفي أطار معالجاتها طرحت حلولا متعددة للتخفيف عن كاهل المرضى ولكنها لا ترقى لان تكون حلول شافية لواقعنا الصحي ومن جملة تلك الحلول هو منح الأطباء والكادر العامل في العمليات الجراحية مبالغ محددة عند أجراء العمليات ( للحالات الباردة ) بعد أوقات الدوام الرسمي لتخفيف قوائم انتظار المرضى لأجراء مثل تلك العمليات وكذلك اعتماد نظام الأجنحة الخاصة داخل المستشفيات لاستقبال المرضى سواء لأجراء عملية أم رقود وتتم مقابل مبالغ تكون اقل من مثيلاتها في المستشفيات الأهلية وهي خطوة فيها من الجانب الايجابي الكثير لولا قيام البعض من الأطباء بتوجيه المرضى نحو هذه الأجنحة لكسب مردود مادي لا يستهان به وبالتالي يكون الضحية هو المريض في كل حال وهو أمر نلمسه بشكل واضح وكثير!!أن على الوزارة أن تبحث عن حلول أكثر فاعلية لانتشال المرضى من مشارط المستشفيات الأهلية القاسية ، ومن تبعات السفر للبحث عن المعالجة في خارج البلاد والبحث عن نظام صحي فاعل ،
أن الأمر لا يبدو مستحيلا فبالأمكان الاستفادة من تجارب الدول الأخرى بوضع نظام صحي متكامل والعمل على بناء مستشفيات متخصصة وحسب الحاجة الفعلية للسكان خصوصا مع توفر الأعتمادات المالية وأعداد كوادر متمكنة من الأطباء والمهن الطبية والصحية وعلى رأس ذلك كله يأتي في مقدمة الأمور محاربة الفساد المالي والأداري في المؤسسات المعنية بما يضمن النهوض بواقعنا الصحي واللحاق بركب العالم الذي بدا يسير بخطوات مسارعة لتتركنا ورائها تكسونا ذرا التراب ويعترينا الأهمال .. | |
|
Sniper Of Iraq مشرف
عدد الرسائل : 470 العمر : 29 العمل/الترفيه : طالب المزاج : الحمدلله تاريخ التسجيل : 15/09/2008
| موضوع: رد: نظرة في الواقع الصحي الخميس مايو 31, 2012 5:35 pm | |
|
شكرا استاذ مقالة رائعة وحقيقية نعاني جميعا من ضعف خدماتنا الصحية بالرغم من الأموال الطائلة التي تهدر هنا وهنا بلا فائدة تذكر وبلا مردود جدي لصالح المريض .عاشت الأيادي مقالة جريئة .
_________________ ...............................
| |
|
queen مشرف
عدد الرسائل : 525 العمر : 59 تاريخ التسجيل : 25/09/2008
| موضوع: رد: نظرة في الواقع الصحي الخميس مايو 31, 2012 5:38 pm | |
|
شكرا لكاتب المقال اصبت عين الحقيقة بوركت جهودك اخونا العزيز .
_________________ مع خالص حبي وتقديري لكم ...........كوين ......... | |
|
dr.aljuraisy Admin
عدد الرسائل : 4046 العمل/الترفيه : طبيب أختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة المزاج : الحمد لله جيد تاريخ التسجيل : 15/09/2008
| موضوع: رد: نظرة في الواقع الصحي الجمعة يونيو 01, 2012 1:43 am | |
| [size=18]قرأت مقالتك بأمعان ودقة وجدت فيها كثير من الحقائق الموضوعية التي نعيشها يوميا في مؤسساتنا الصحية والتي هي بحاجة الى حلول جذرية .. وخطط فاعلة طويلة الأجل وليس حلول مؤقتة ماأعنيه بناء مؤسسات صحية حديثة ومتطورة وذات تخصصات دقيقة تضم كوادر متدربة داخليا وخارجيا وتزويدها بآخر ماتوصلت اليه العلوم الطبية من تقنيات العلاج والتشخيص وفي كل التخصصات . النقطة الأخرى التي ذكرتها عدم الأعتماد على المذاخر الأهلية لغرض شراء الأدوية بل تفعيل الدور الأيجابي للشركات الحكومية لأستيراد المستلزمات الطبية وسد حاجة مؤسساتها الصحية وحتى الصيدليات الخارجية لأن المستورد الخاص همه الربح والفائدة أولا وليس صحة المجتمع يستورد مايراه هو من الناحية الربحية ولايستورد ماينفع المريض ... وهذا مايؤثر سلبا على الصحة العامة ونوعية الأجهزة والأدوية من حيث الكفاءة ... هذه بعض الجوانب المهمة وهناك جوانب متعددة منها الوضع الأمني والعمل الطبي والتدخل العشائري والتخوف الموجود لدى بعض الزملاء من الحالات المرضية المعقدة وعدم التورط بأجراء تداخل جراحي لهذه الحالات يرى فيه خطرا على مهنته والأكتفاء بالأشياء المضمونة الى حد كبير لتلافي الأخطاء والوقوع في مشاكل مع ذوي المرضى .. عدم كفاءة الكوادر الوسطية وعدم تدريبها تدريبا جيدا وقسم كبير منها تم تعيينه بصورة بيروقراطية لأهذاف خارجة عن نطاق الكفاءة والمقدرة العلمية بل الوساطة والفئوية والحزبية كثرة الموظفين وقلة الأنتاج والكفاءة العلمية .من الأسباب التي رأيتها تؤخر التقدم الصحي هي عدم الشعور بالمسؤولية الجدي لدى كثير من الموظفين واللامبالاة عند البعض الآخر بالقيام بعمله بصورة صحيحة واصبحت ظاهرة واضحة جدا . وكما قال أحد المسؤولين في يوم ما ( الغيرة ) مع الأسف نراها غير موجودة عند قليل من بعض الزملاء والموظفين . مايحرك الواقع الصحي ليس القوانين وحدها وليس الحكومة وحدها بل العمل الجاد من قبل كل القطاعات الموظف والمريض وذويه والكوادر الطبية كافة نحتاج الى نهضة شاملة في كل المجالات البنى التحتية الكوادر الطبية والمساندة الكوادر الخدمية القوانين والضوابط التي تحكم العمل الطبي القوانين الساندة للعمل والحفاظ على المهنة وهكذا الكلام يطول والمشاكل ليست بالهينة كما يراها البعض ولكن بحاجة الى تخطيط ووعي مجتمعي ايضا يسند هذا التطور . هناك تجارب كثيرة في هذا المجالعلى سبيل المثال الدول المتقدمة جدا مثل انكلترا ألمانية فرنسا أو أو الدول الأقل تقدما مثل التجربة الهندية والماليزية والتركية والتي اصبح لها باع طويل في المجال الطبي والصحي لنختار واحدة منها ونحاول نقل تجاربهم لنا ونعمل وحسب ظروفنا وواقعنا نغير منها مانشاء ونطبق مانشاء من الصالح لنا والله الموفق نتمنى لبلدنا الخير والرقي والتقدم ولواقعنا الصحي الأزدهار ولمريضنا دوام الصحة والسعادة بأذن الله وأن غدا لناظره لقريب . _________________ <p> خالص شكري وتقديري د-عبد الهادي الجريصي </p> <p> </p> | |
|