شركات التنظيف الأهلية

اتجهت ارادة الدولة في الاونة الاخيرة وفي عموم القطاعات الى احالة اعمال خدمات التنظيف اليومية الى مكاتب وشركات تنظيف اهلية من خلال تنظيم عقود توكل بها تلك الشركات بمهام التنظيف لتلك القطاعات والمؤسسات المختلفة .......

وقد حذت وزارة الصحة وبمختلف دوائرها وبشكل خاص المستشفيات الحكومية حذو الدوائر الاخرى في هذا الجانب فتعاقدت مع مكاتب وشركات خاصة للتنظيف كي تتخلص ادارات تلك المؤسسات من عبءهذه العملية وكي تظهر بالمظهر الذي يجب ان تكون عليه من مستوى النظافة والاهتمام ..... والسؤال الذي يطرح هل حققت هذه الشركات والمكاتب تلك النتيجه المرجوة وماتصبو اليه تلك المؤسسات ؟

من خلال الملاحظة والمعايشة اليومية لواقع المستشفيات يمكن القول انها لم تحقق النتيجة المرجوة كما ان هناك استباق للوقت في استقدام شركات خاصة للعمل في المؤسسات الصحية لامرين هامين .

الاول – ان مستوى الشركات والمكاتب الاهلية الخاصة بشؤون التنظيف لم تصل بعد الى المستوى المقبول كشركة متخصصة بالتنظيف من حيث كوادرها العاملة ومعداتها والخبرة في مجال تخصصها وادارتها وكأن الامر لا يعدو الا ان يكون رصيد من المال ومكتب بسيط وقرار من مسجل الشركات لتعلن ولادة شركة متخصصة ..

ثانيا- وهو الامر الاهم في هذا الجانب ان المؤسسات الصحية لهاخصوصية بالغة وهامه من خلال ما تطرحه من نفايات مختلفة منها نفايات شديدة الخطورة ونفايات خطرة ومعدية واخرى اقل خطورة و غير ذلك من النفايات التي لا تنحصر خطورتها داخل تلك الؤسسات الصحية بل تتعدى ذلك الى عموم المجتمع في حال عدم التعامل معها بصورة صحيحة ومناسبة انها تحتاج الى كادر خدمي كفوء ومدرب وملم بمخاطر العمل وهذا لايمكن ان يكون متوفرا في الشركات الاهلية كون ان الكادر العامل غير ثابت ومتغير سريعا لتدني الاجور كما انه غير مدرب للتعامل مع تلك الملوثات .......لهذا يمكن القول ان شركات التنظيف اصبحت عبئا على الادارة بدلا من ان تخفف عنها ذلك العبء

ان فكرة التعامل مع شركات مختصة بالتنظيف هي فكرة جيدة ومقبولة متى ما توفرت شركات معتمدة ومتمكنة للعمل في حقول المستشفيات لخصوصيتها التي بيناها وبعد وضع ضوابط اكثر دقة وسياقات عمل محددة واختيار شركات ومكاتب رصينة لهذا العمل ..