|
يؤثر تجبير العظام كذلك علي الاضطرابات المؤلمة التي تصيب الهيكل العظمي وكذلك اضطرابات الأحشاء أو الدورات الصغيرة |
ما هو تجبير العظام؟ وفقا لتعريف وافقت عليه الجمعية الدولية لتجبير العظام في جنيف وأكاديمية تجبير العظام في فرنسا(SIO)، تجبير العظام هو الفن الذي يقوم علي التشخيص والعلاج اليدوي لأوجه الخلل الرئيسية الصغرى وتنقل أنسجة الجسم والتي تسبب مشاكل تعكر صفو الحالة الصحية، لذا فهو يتعلق بعمل يدوي بحت، حيث يحدد طبيب العظام عن طريق اللمس الأسباب المادية للاضطرابات المختلفة، ثم يستعيد الأداء السليم للجسم يدويا.
وعلى عكس الأدوية التي تعمل علي أعراض المشكلة (مضادات الالتهابات، ومسكنات الألم، وما إلى ذلك)، فتجبير العظام يعالج المشكلة من جذورها، كما يقول البروفسير روجر جابروسي مدير مدرسة تجبير العظام -باريس- مارن لافاليه.
مجالات تأثير تجبير العظام:
إن مجال تجبير العظام واسع النطاق ويمكن أن يعمل بهدف علاجي أو وقائي على حد سواء، ويؤثر تجبير العظام كذلك علي الاضطرابات المؤلمة التي تصيب الهيكل العظمي وكذلك اضطرابات الأحشاء أو الدورات الصغيرة.
وتجبير العظام يمكن أن يعمل على هياكل المفاصل والعضلات (القدم، الركبة، الفخذ، الكتف، الجمجمة والعمود الفقري، وغير ذلك) على الأنسجة الحية(الدم والرئة، الأعصاب والعظام واضطرابات الأربطة) والأعضاء الحسية (الكبد والمثانة والأمعاء وغير ذلك)، كل هذا يندرج ضمن الحدود الوظيفية التي تعاني من مشكلة لا هيكلية، وهذا هو السبب في أن تجبير العظام لا يمكنه علاج الأمراض الانتكاسية (السرطان والتصلب المتعدد..)، والأمراض الوراثية والأمراض المعدية أو الالتهابات أو الكسور.
ويوصي بالرصد التجبيري وخاصة بالنسبة للرياضيين للحفاظ على توازن الجسم والنشاط الرياضي المستديم، وهكذا فإن الكثير من الرياضيين على مستوى عال يخضعون لمتابعة طبيب العظام بالتعاون مع الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي، كما أن تجبير العظام يمكن أيضا أن يكون مكملا في مراقبة الحمل، لتحفيز الجسم علي التكيف مع التغيير علي نحو أفضل، حيث يعطي الفرصة لطبيب العظام كي يطمئن علي حركة العمود الفقري والحوض لدي الأم الحامل، هذا ويتيح إجراء فحص تقويمي للمولود بعد شهر أو شهرين من الولادة لاكتشاف وتصحيح الاختلالات الناجمة عن الولادة والتي قد تكون خطوة مؤلمة للطفل.
الاستشارة:يبدأ طبيب العظام عملية استجواب للمريض حول تاريخه، عن الألم، الاستماع، والوقت الذي يقضيه المريض هو جزء لا يتجزأ من مهنة تجبير العظام، كما يؤكد روجيه كابوروسي، هذا ويمكن هذا الحوار من استكشاف مظاهر الإجهاد الزائد أو أي صدمة قد تسبب خللا بالتوازن لدي المريض.
ثم يقوم طبيب العظام بعد ذلك بإجراء الفحص السريري والاختبارات لوضع تشخيص الاستبعاد، وهو التأكد من أن هذا الحادث واقع ضمن نطاق تجبير العظام، وبعد ذلك يبحث طبيب العظام عن أماكن التوترات وعدم التوازن من خلال اللمس الخفيف، ثم يقوم بتتبع التحركات، التصلبات، الإمساك بنقاط التوتر، لتعقب مصدر الألم.
وعندما يحدد طبيب العظام موقع الاضطراب، يقوم باختيار العلاج المناسب لحالة المريض، عمره وتكوينه باستخدام يديه، كما يمكن للطبيب أن يعيد إصلاح الدوائر، ويحفز تفاعلات بيولوجية بالأنسجة، حيث يقوم بتغذية المناطق التي لا تٌروي جيدا، وهذه التقنية ستكون مختلفة اعتمادا على ما إذا كان الطبيب يتعامل مع العضلات، الهيكل العظمي والأحشاء.
والملحوظة الهامة هنا أنه إذا كان العلاج جيدا، لايجب ألا يكون مؤلما، فهو يعتمد علي تقنيات لينة، وتجبير العظام لا يعمل مباشرة على المنطقة المؤلمة، ولكن على المناطق المحيطة بها.
اختيار طبيب العظام الجيد:
منذ 5 مارس 2002، صارت مهنة تقويم العظام قانونية في فرنسا، ومع ذلك فإن تنفيذ قرارات التطبيق بإنشاء التعليم ومنح الشهادات للمدارس، ودرجات وشروط ممارستها لم يتم إصدارها بعد، وهذا هو السبب في أن السنوات الأخيرة شهدت ازدهار الأطباء الممارسين وأخصائيي العلاج الطبيعي ومجبري العظام في طور التأهل.
وفي هذا السياق، فإن اختيار طبيب تجبير العظام هو أكثر أهمية من أي وقت مضى، وينبغي التشاور مع الشخص الذي يعمل حصرا في مهنة تقويم العظام، والذي حصل علي التعليم الجامعي لفترة 6 سنوات، وحاصل علي دورة دبلوم طبيب العظام D.O.F ولا بد أيضا من الاعتراف به من قبل الاتحاد الفرنسي للتجبير والعظام (SFDO).