الجسم البشرى عرضة لأمراض متنوعة والتهابات جمة.. و العلاج متوافر لمعظم الحالات، والخطر لا يهيمن على الصحة ويهدد بالموت. الفحوص الطبية والكشوفات الصحية تثلج قلب الانسان وتطمئنه إلى حالة، لتبدد آثار الشك بالعياء. بيد أن البعض لا يستريح لهم بال إلا بتأكيد مباشر من الطبيب المختص، الذى من شأنه أن يعاين الشخص ويكشف الحالة ويصف العلاج.
فماذا لو لم يكن المرض موجوداً من الأساس؟ والمرء مصر على أنه عليل ويعانى خطباً ما، فيتجاهل رأى الدكتور بأنه سليم، ويزور أكثر من اختصاصى فى محاولات تبوء بالفشل للكشف عن حالة سقم أو مرض خبيث؟!
بعض الناس موسوسون بالمرض، اى أنهم " هكعيون " فلا يقتنعون بسلامة جسدهم، بليصرون على أنهم ينازعون على فراش الموت، ويرون الحياة من وراء نقاب السقم.. هؤلاء مرضى حقاً، لكن بمرض نفسى هو الوسواس المستمر، وعدم الإقتناع بسلامة أجسامهم. فما جذور هذه الحالة الغريبة ؟ وما مسبباتها ؟ وما سبل علاجها ؟
أسئلة كثيرة يحاول أطباء مختصون بالأمراض العقلية الإجابة عنها، للإحاطة بهذه الحالة النفسية المرضية، علماً أنها ليست منتشرة بكثرة فى أوساط المجتمع، بل نسبة تفشيها ضئيلة مقارنة مع أمراض نفسية أخرى كالإنهيارات العصبية وسواها.
الهكعى
تفسر الإختصاصية فى علم النفس نيكول البيروتى أن وسواس المرض هو الإهتمام المفرط بالوظائف الجسدية والخوف المستمر من التعرض لمرض خطير، أو الإصابة بإعتلال كبير. فالأشخاص الذين يعانون هذه المشكلة يعتبرون كل عارض، مهما بلغت بساطته إشارة لمضاعفات صحية مهمة! وهذا غالباً ما يتأتى من مشاكل عديدة، جسدية، نفسية، أو حتى من جراء تعاطى دواء معين بطريقة خاطئة. تطلق صفة " الهكع " على الشخص الذى يراقب نفسه بإستمرار، ويعلق على بعض المؤشرات التى يسميها " أعراضاً "، فيجمعها مع بعضها فى رأسه، ويخال أنه يعانى من مرض معين لابد من علاجه. فيحاول جاهداً زيارة أطباء. تضيف بيروتى أنه ما أن يؤكد الطبيب أن المريض لا يشكو من علة جسدية حتى يرفض النتيجة، ويرى عوارض أخرى فيزيدها ويجمعها على سابقاتها أو ينقص منها، ليتوهم بوجود مرض جديد ويعيد الكرة مع عدد من الإختصاصيين، يبدلهم دورياً بسبب عدم إقتناعه بتشخيصهم السليم له. هذا المرض منتشر بكثرة بين الناس الذين يبدأون بالتقدم فى السن وهو مختلف عن ما يمكن ان يعانيه الذين يختلقون فكرة المرض للتهرب من أمر ما. فالهدف من تلفيق المرض يكون الرغبة فى التملص من شىء او الحصول على عناية إضافية أو تفادى القيام بعمل ما. فيما التوهم المستمر بوجود مرض هو حالة إضطراب نفسية، يحول المريض من خلالها ضياعة وإنزعاجه إلى البحث عن علة جسدية.
إستعداد
تشير الدراسات الى أنه يمكن أن يكون المصابون بهذه الحالة ينحدرون من عائلة يعانى بعض أفرادها من أمراض نفسية، لأن إستعداد هذه الحالة هو وراثى أساساً، ومن ثم تأتى الظروف الضاغطة لتلعب دورها فى تنمية أكثر فأكثر.
عندما يكون الأمر متوارثاً فى العائلة والسبب مجهولاً، تتحدد شخصية المرء بالإتكالية وعدم تحمل الكبت والقهر، ما يتسبب بالتحول إلى الشق الجسدى الذى يكون بمثابة نافذة طلب المساعدة، يطل من خلالها الشخص مقتنعاً بمرض يصيبه، ويصبح الموضوع متغلغلاً فى شخصيته وجزءاً من هويته، إذ تصبح هذه هى طريقته للتعامل مع الآخرين وللتعامل مع ما حوله. هذا، مع التنويه بأن الأمراض التى يتوهم الرجال والنساء الإصابة بها، تختلف بين الجنسين. إذ تركز النسوة على خطر مرضهن بشتى الأنواع السرطانية، من سرطان الثدى، إلى سرطان الرحم والجهاز التناسلى، إلى سرطان الجلد إثر التعرض للشمس لفترة وجيزة، إلى أمراض نسائية وسواها من شاغلات بال المراة التى تخشى الأمراض الخبيثة. أما الرجال، ففرضياتهم تتناول عموماً الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وإرتفاع فى ضغط الدم، والتعرض لجلطات أو سكتات دماغية، إضافة إلى معانتهم من عجز جنسى أو قرحة فى المعدة. فتكون أمراضهم الذين يتوهمونها ذات صلة بالهموم المرتبطة بالتعب والقلب والدماغ.
أعراض مغلوطة
ان العوارض الجسدية التى قد يخطىء المرء تفسيرها هى الألم فى المعدة والإنقباضات المعوية، الإنزعاج الجسدى، التعرق، وحالات تمت إلى صحة القلب. كما تضيف أنه يمكن للمريض أن يتولى وصف مكان الألم ونوعيته ومدته بالتفاصيل، بيد ان الأعراض لا تتبع إجمالاً نمطاً يدل على إختلال فى الوظائف العضوية، وهى ليست عبارة عن إشارات جسدية مقلقة او غير طبيعية.
ذلك أن الشخص الذى يكون قلقاً بإستمرار على صحته يتراءى له انه يعانى خطباً ما والناس والأطباء يرفضون الإفصاح له به كى لا يتوتر أو يخاف أكثر، فتتراكم عنده حالة الخوف من المرض، إضافة إلى حالة عدم الثقة بتشخيص الغير، مما يفاقم مشكلته أكثر فأكثر.
هاجس الصحة
الإهتمام بالصحة ليس مرضاً، بل هو أمر ضرورى للمحافظة على سلامة المرء، وللتأكد من عدم وجود مرض، أو لمكافحته والقضاء عليه فى المهد إذا وجد.
بيد ان هاجس الصحة يتحول إلى مرض عندما يصبح الإهتمام بالذات مستحوزاً على كل وقت الشخص، مما يجعله غير قادر على متابعة حياته الطبيعية العملية اليومية، فيضطر مثلاً لترك العمل لإجراء الفحوص المتكررة غير الضرورية، ويحدث بالتالى تقطع فى الحياة العائلية والشخصية والعملية،إذ تصب كل إهتمامات الإنسان عندها على تشخيص المرض وعلاجه، فيما هو غير موجوداً أصلاً. وهنا، يؤثر الهم على إنتاجية الشخص ويقلب مجرى حياته الطبيعية.
البداية
ان الإصابة بالهكع تاتى تدريجياً وعبر المجتمع والآخرين. فعندما يكون الإنسان لا يزال طفلاًن يتعرض لبعض الأمراض البسيطة مما يضطر أهله إلى عرضه على طبيب لوصف العلاج. هذا فى الحالات الطبيعية. وأما فى الحالات الشاذة، فيهلع الأهل ولا يعرفون كيفية التصرف، فيستمرون فى أخذ ولدهم عند عدد من الإختصاصيين عند حدوث أبسط الأمراض، فيكون الوسواس قد بدأ بنقلة من طبيب إلى آخر، مع تكوين أعراض أخرى لما قد يشكو منه. فتضخيم الأهل لما قد يعانى منه الشخص، إضافة إلى سلوكهم التخوفى وإستعداد الإنسان بالهكع، ينمى نمط تفكير معين عند المرء، الذى يكبر ويعتاد بعدها على تضخيم كل العوارض التى قد يعانى منها فور حدوث أى طارىء فيستشير طبيباً ثم آخر وآخر.. بعد أن يكون أصبح راشداً ومسؤولاً عن قراراته وحياته. وهكذا يكون هذا الهكع المرضى قد بدأ مع الأهل وانتشر إلى ولدهم منذ الطفولة ليكبر معه وينمو ثم ثم يرافقه فى حياته الراشدة.
الشق النفسى
أن علاج الشخص المصاب بالهكع، يختلف من انسان إلى آخر. لكن الأمر الجامع هو وجوب العلاج عبر الأدوية والعقاقير، لأن هذه الحالة النفسية لا تزول من تلقاء نفسها، يجب أن تكون عملية العلاج مع إختصاصى فى علم النفس يساعد المريض على إطلاق العنان لنفسه ليفصح عن شعوره المكبوت. من المهم جداً أن يتمتع المعالج بسلطة قوية تقود الشخص إلى الطريق الصحيح وتكون مماثلة لسلطة الأهل، إذ يستطيع حينها أن يعتنى بالشخص ويرشده للقيام بالخطوات الصحيحة. كما قد يلجأ إلى الإستعانة بأفراد العائلة لتخفيف العواقب التى قد تنجم عن هذه الإجراءات. إضافة إلى أن دور المعالج يتخطى ذلك للتعاون مع المريض على إيجاد بديل للتنفيس عن مكوناته، عبر ممارسة الرياضة أو الأعمال الحرفية وما شابه من الطرق التى تشغل باله عن الوسواس المستمر عن إحتمال إصابته بمرض عضال.
كما يجب التأكيد أن تناول الأدوية بناءً على نصيحة الغير أمر فى غاية الخطأ والخطورة، إذ تؤثر كل العقاقير على الأشخاص بطرق مغايرة من غنسان إلى آخر. وما التداوى العشوائى لحل مشكلة، سوى خلق مشكلة أخرى.. إن الهكع ليس بمرض نفسى شائع جداً فى المجتمعات، بل إن نسبة إنتشاره ضئيلة وخجولة وغير متفشية أو معروفة بكثرة.
أخذ القرار
أن التداوى من الأمراض الجسدية والنفسية ضرورى. لا يجب الخجل من الإقرار بوجود مرض معين، بل إن الإعتراف به هو الخطوة الأولى نحو التماثل إلى الشفاء. يتقدم اليوم الطب والعلم بأشواط هائلة، ويسعى الإختصاصيون إلى توفير الحلول لأكبر كم من المشاكل. وما على المريض سوى الإقرار بأنه يعانى من خطب ما ويرغب فى التخلص منه. لا يكفى أن يتمتع المرء بجسم سليم، بل عليه أن يتمتع أيضا بعقل سليم، فيه من المنطق والصحة والعافية.
الناحية الطبية
فى هذا الإطار، يشرح الدكتور ميشال معلولى، الإختصاصى فى طب العائلة وسواس المرض الذى قد يصيب البعض. ويعلق على الشق الطبى العلمى منه، مفسراً عن هذه الظاهرة. بحسب معلولى إن الوسواس المرضى يصيب الشخص الذى لا يكون يعانى من مشاكل صحية خطيرة، لكنه مقتنع بالعكس! فيواصل التفكير بالمرض وبمدى خطورته ولا يهنأ له بال إلا عندما يجزم الطبيب عدم وجود إعتلال. ويشير إلى أن الموضوع برمته يتأتى من جراء مشاكل نفسية يعانيها الإنسان، من قلق وتوتر وغضب وحنقة، إضافة إلى أن شخصيته تكون عرضه أكثر من سواها للإصابة بانتكاسات، إذ يكون قلقاً بطبعة وغير واثق من الناس الذين من حوله. وما يزيد هول الأمر هو الإلمام بالطب والعلم. فيرجع الدكتور معلولى أن الأشخاص الذين يعانون من الوسواس المرضى ينتمون بالمجمل إلى الفئة العمرية المتقدمة فى السن التى تخشى المرض عموماً وتفسر كل عارض على أنه إشارة على بداية داء رهيب. كما ان الناس الذين لديهم إطلاع طبى ويتابعون الإكتشافات والتطور، يتوهمون من أصغر الإشارات أنهم مصابون بداء خطر. ووجود طبيب فى العائلة أو المحيط يشجعهم على متابعة التفكير والإقتناع الكلى بأنهم سقماء.
تأكيد طبى
يشرح الدكتور معلولى أن مهمة الطبيب هى القيام بالخطوات المناسبة كاملة للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية لدى الشخص الذى يظن انه يعانى من المرض. فيلجأ الطبيب إلى سلسلة فحوصات وحتى صور وتخطيطات.. للجزم على أنه لا وجود للمرض! بعدها، يصار إلى التحدث مع المريض لشرح وضعه وطمأنته إلى أنه لا يعانى من خطب البتة.
أما بالنسبة إلى العلاج من الناحية الطبية، فيقول الدكتور معلولى أنه لا يعطى للمريض بعض الأدوية المضادة للقلق والتوتر على فترة معينة لأن العلاج يستلزم وقتاً طويلاً ويختلف بين شخص وآخر. كما أن المشكلة الأساسية تكون عدم وجود ثقة بين المريض ومعالجه، مما يصعب التعاطى مع الأمر فى البداية، لأن الشخص يكون مقتنعاً كل الإقتناع أنه يعانى من داء خطير، فيما هو حقيقة لا يشكو من اى خطب.
الوقاية فى هذا المضمار شبه معدومه، بيد أن للمجتمع والتأثير العائلى والبيئة التى ينتمى إليها المرء تأثير كبير فى مساعدته أو دفعه إلى شفير الهاوية.
إلى الأهل..
يوجه الدكتور ميشال معلولى نداء إلى الأهل، طالباً منهم تفهم وضع المريض الذى يعانى من وسواس المرض. فعلى المحيطين بالشخص المعنى أن يحاولوا تجنيبه الضغوط والإنزعاج قدر المستطاع، كى لا تتفاقم حالته وتزيد مشاكله، فيلجأ إلى المرض كصديق له يساعده على تخطى واقعه. لكنه من ناحية أخرى يشدد على وجوب عدم ترسيخ هاجس المرض عند الشخص، أو الإقتناع معه والإنجرار فى المتهة. يجب إيجاد حالة توازن بعيداً عن الاهتمام المفرط بالصحة والخوف من الإصابة بالداء. على كل غنسان أن يثق بالطبيب المخول الذى يجزم له عدم الإصابة بأى خطب لا يكذب عليه او يغشه، وإنما يقوم بواجبه على أكمل وجه. يحرص الطبيب أخيراً على ضرورة التكامل فى العلاج، ما بين الطب وعلم النفس ليتخطى المريض حالته ويكمل حياته بطبيعته.
طلب!
مساعدة الناس الذين هم حولنا واجب علينا. فإذا مارأينا شخصاً يتملكه هاجس إلى حد الوسواس من واجبنا محاولة تقديم العون للنهوض به من مشكلته. على كل إنسان أن يتراوى فى الخوف والهلع المفرط على الصحة. يجب التنبيه إلى المرض ومعالجته، لكن ضمن حدود المنطق والمعقول. فالطبيب المختص الذى يجزم بعدم وجود المرض، لا يسعى إلى إيذاء الشخص بل هو يعطى التشخيص العلمة الصحيح، وليس بدجال أو منافق.
إن ظهور بعض الأعراض المرضية، وإحساس المرء بالعياء والسقم من وقت إلى آخر، لا يعنى انه مصاب بالوسواس المرضى! يجب إجراء المعاينات الطبية والفحوص اللازمة للإطمئنان إلى الصحة بين الحين والاخر، لكن مع الحفاظ على رباطة الجأش والإقتناع بتشخيص المختصين. كل مشكلة ولها حل، كل أزمة ولها مخرج مل مرض وله علاج..
دلائل أخرى للوسواس
يمكن الكشف عن الأشخاص الذين يعانون من الوسواس من إشارات عديدة. فهم يلجأون إلى العلاج مهما كلف الأمر وبشتى الطرق والوسائل. فنرى ان هاجس التداوى يسيطر عليهم ويشغل تفكيرهم ويهيمن على حياتهم.
قد يمارس هؤلاء الأشخاص التداوى العشوائى عبر إستشارة الجيران والأقارب والأصحاب، فيعمدون إلى تناول الأدوية بطريقة مفرطة من دون وصفة طبيبن او عبر تجربة أنواع عديدة من الحبوب والعقاقير.
كما قد يحاول البعض إستعمال العلاجات الطبيعية والأعشاب للتخلص من المرض، لكن من دون فائدة، لأن المرض غير موجود أصلاً. إضافة إلى زيارات متكررة للأطباء ذوى الإختصاصات المتعددة للحسم أنهم يعانون شيئاًن وما إن يسمعوا التشخيص بالسلامة والعافية حتى ينتقلوا إلى اختصاصى آخر.
يمارس هؤلاء من يعانون الوسواس كل الطرق لمحاولة التداوى لكن أساليبهم تبوء بالفشل الذريع لأنهم يعالجون أمراً فى الغيب. فلا وجود لتشخيص فلا مرض، وبالتالى لا علاج!.
ما العمل ؟
تؤكد البيروتى أن الهدف هو تحسين نوعية المريض فى العيش للحد من الاستعانة بالخدمات الطبية المتكررة. غالباً ما يلعب الطب النفسى إضافة إلى العلاج بالأدوية دوراً فعالاً لمعالجة هذا الوسواس. ففى البداية يعمد الكبيب إلى الكشف على المريض للتأكد من عدم وجود إعتلال جسدى مع التشديد للمريض أن القيام بتشخيص محدد هو أمر صعب لكنه مستعد للتعاون معه بغية كشف الحقيقة. ففى الحقيقة إن العلاج الأمثل هو العلاقة المتينة، الهادئة الصارمة والمساندة مع الطبيب والمعالج النفسى لمساعدة المريض على تخطى الأزمة التى يتخبط بها.
مجتمع
إن المجتمع والأشخاص المحيطين بالمرء، يساهمون فى ترسيخ هاجس الصحة عنده. إذ كلما زادت درجة القلق عنده، تأكد من ظهور عوارض كثيرة، وكلما عانى من عدم الإطمئنان أو من ظروف قاسية أصعب من أن يتخطاها، يصبح ملاذه هو المعاناه من المرض. إن تأكيد الناس للشخص الذى قد يشعر باعراض المرض، انه ليس سقيماً ولا عليلاً يجعله متأكداً من انه يعانى من معضلة كبيرة وهؤلاء يحاولون التمويه عنه والتخفيف عنه أو الكذب عليه. فيسعى بالتالى جاهداً إلى التنقيب والكشف عما يعانى منه. علماً أن العوارض قد تكون موجودة أحياناًن لكن المرض لا. فالطفل الصغير الذى يأبى الذهاب إلى المدرسة قد يشعر بالآلم فى المعدة للتهرب من الذهاب. ويكون إحساسه حقيقياً، لكن ليس لسبب هضمى وعندها، يلازم البيت وقد يؤول الأمر بأهله إلى إصطحابه إلى الطبيبن الذى يصف له دواء فيشفى. لكن ليس لأنه تناول الدواء بل لأنه بقى فى المنزل ولم يذهب الى المدرسة، فيكون بالتالى قد حقق مأربه ونال غايته. يجب معرفة أن تناول الدواء ليس برهاناً على المرض، بل تكون العلاجات عندها حسب الأعراض وليس حسب المرض الذى لا وجود له أساساً.