اللغة المنطوقة (الكلام) مهارة يتقنها الأطفال من عمر 3 سنوات، فيمكنهم التحدث وفهم الجمل المعقدة، لأن مخ الإنسان لديه قدرة فطرية على تفسير وفهم اللغة المنطوقة.
أما بالنسبة للقراءة والكتابة، فهما مهارتان ليس من السهل اكتسابهما لأنهما أكثر تعقيدا في الكيفية التي يعالجها الدماغ.
ولكي نستطيع أن نفهم عملية القراءة والكتابة أنظر إلى المثال التالي:
- إذا كنت تنظر إلى كتاب ورأيت كلمة سيارة
- تنقل العين حروف الكلمة إلى الدماغ
- يطابق الدماغ الحروف بالأصوات التي تمثلها
- يجمع الدماغ مختلف الأصوات المنفصلة إلى صوت واحد
- من خلال استخدام الذاكرة طويلة المدى، يقوم الدماغ بوضع صورة ذهنية للكلمة حتى تأتي شكل كلمة السيارة.
يجد المتضررون من عسر القراءة صعوبة بالغة في هذه العملية، ويعتقد أن أعراض الديسلكسيا ناتجة عن عدم القدرة على تحويل الكلمات المكتوبة إلى أصوات.
ووجد أن نشاط المخ عندهم أكثر من 10 أضعاف نشاط المخ عند غير المصابين.
ما هي الأعراض ؟
قد تظهر أعراض الديسلكسيا في مرحلة الطفولة المبكرة، عند السنة الرابعة عندما يبدأ الطفل في خلط الكلمات، وينسى أسماء الأشياء المعروفة ويواجه مشكلات في التقفية أو شىء من البطء في تعلم الكلام.
وقد يجد الطفل أيضا صعوبة في ارتداء ملابسه أو لبس الحذاء في القدم الصحيحة.
يشخص معهد تنمية الطفل الأميركي مرض الديسلكسيا عندما يظهر على الطفل واحدا او اكثر من الأعراض الآتية:
- خلط الحروف أو الكلمات عند القراءة، مثلا يقرأ كلمة «هل"»بدلا من «له».
- خلط الحروف أو الكلمات عند الكتابة.
- صعوبة في تكرار ما قيل له.
- سوء الخط وعدم القدرة على رسم الخطوط.
- عدم القدرة على الرسم.
- عكس الكلمات أو الحروف عند تهجي الكلمات الشفوية.
- صعوبة في معرفة الاتجاهات مكتوبة أو منطوقة.
- صعوبة في معرفة اتجاه اليمين واليسار.
- صعوبة في فهم أو تذكر ما قيل له.
- صعوبة في تذكر أو فهم ما يقرأه.
- صعوبة في طرح أفكاره على الورق.
ومن المهم أن نفهم أن الأطفال لا يعانون من هذه الصعوبات لأن لديهم مشاكل بصرية أو سمعية، أو لأنهم أغبياء، ولكن بسبب أن دماغهم غير قادر على معالجة اللغة بصورة طبيعية، مما يسبب القلق والاحباط للطفل.
هل يعاني طفلك من الديسلكسيا ؟
الديسلكسيا تصيب الأطفال بطرق مختلفة، فبعض الأطفال قد يجيدون القراءة، ولكن يجدون صعوبة في الكتابة والإملاء، وبعضهم قد يصابون بأعراض خفيفة، أو تكون الأعراض خطيرة ولكنها تظهر وتختفي.
عادة ما تلاحظ الأعراض في سن مبكرة. وبما أن الأطفال ينمون بمعدلات مختلفة، فمن المهم ألا نقلق إذا كان هناك واحدا أو أكثر من الأعراض، فهذا لا يعني أن طفلك مصاب بالديسلكسيا.
وإذا كانت الأسرة تعتقد أن طفلها مصاب بالديسلكسيا فيجب مناقشة هذه المسألة مع الطبيب أو مدرس الطفل.
وعادة ما تشخص الديسلكسيا عن طريق مرحلتين، الأولى بأسلوب الفحص المبسط، حيث يسأل الطفل مجموعة من الأسئلة أو يعرض إلى اختبارات مختلفة، والثانية عن طريق التقييم وهي سلسلة اختبارات أكثر تعقيدا تهدف إلى تأكيد تشخيص الديسلكسيا، وفي نفس الوقت تقييم نقاط القوة والضعف في مقدرة الطفل على التعلم ومستوى ذكائه.
خيارات العلاج ؟
لا يوجد علاج للديسلكسيا، ولكن هناك عدة طرق تساعد الطفل على التغلب على صعوبات القراءة والكتابة.
في معظم الحالات التشخيص المبكر يساعد الطفل في اكتساب مهارات للتغلب على الصعوبات.
يشير المعهد الوطني للصحة إلى أن 95% من حالات صعوبة القراءة يمكن أن تتحسن إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر.
يتوقف العلاج على شدة الحالة ومتى تم تشخيصها.
وهناك العديد من المناهج التعليمية لتدريس الأطفال ذوي عسر القراءة، ولكنها جميعا تركز على طرق التدريس وأساليب التعليم وهي:
- تعليم الطفل استعمال جميع حواسه إن أمكن.
- التعلم المنظم حيث تعد الدروس بطريقة تجعل المعلومات تعطى بجرعات صغيرة.
- التعلم التراكمي حيث تبنى المهارات تدريجيا.
- التعلم الشامل حين تتم المراجعة المتكررة، حتى يتمكن الطفل من استخدام الحروف والأصوات الصحيحة والقواعد تلقائيا.
- التعلم النشيط ويشمل إعداد الدرس بأنشطة قصيرة ومتنوعة.
أسلوب التعليم عن طريق سماع الصوتيات أثبت فعاليته على تحسين تعليم القراءة عند الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا.
في هذا الأسلوب يتم التركيز على الأصوات التي تمثل الحروف بدلا عن الحروف ذاتها.